هي السورة الوحيدة في القرآن، التي تقص قصة كاملة بكل لقطاتها .. لذلك قال الله تعالى عنها: أنه سيقص على النبي (صلى الله عليه وسلم) "أحْسنَ القَصَص".بالفعل كما يقول علماء الأدب، وخاصة المتخصصين في علم القصة .. فهي تبدأ بحلم، وتنتهي بتفسير هذا الحلم ..
من الطريف أن
- استُخدم كأداة براءة لإخوته .. فدل على خيانتهم.
- ثم استُخدم كأداة براءة بعد ذلك ليوسف نفسه مع إمرأة العزيز فبرَّأه.
- ثم استخدم للبشارة .. فأعاد الله تعالى به بصر والده.
معاني القصة متجسِّدة .. وكأنك تراها بالصوت والصورة .. وهي من أجمل القصص التي يمكن أن تقرأها ومن أبدع ما تتأثر به ..
لم تجيء في القرآن لمجرد رواية القصص .. وهدفها جاء في آخر سطر من القصة وهو:
(إنَّهُ مَن يتَّقِ ويَصبر، فإنَّ اللهَ لايُضيعُ أجرَالمُحسِنين)
- - ثق في تدبير الله.
- - اصبر.
- - لا تيأَس.
أن السورة تمشي بوتيرة عجيبة .. مفادها أن الشيء الجميل، قد تكون نهايته سيئة والعكس..!
أبوه يحبه، وهو شيء جميل، فتكون نتيجة هذا الحب أن يُلقى في البئر!
في البئر شيء فظيع .. فتكون نتيجته أن يُكرَم في بيت العزيز.!
في بيت العزيز شيء رائع .. فتكون نهايته أن يدخل يوسف السجن.!
دخول السجن شيءٌ بَشِع .. فتكون نتيجته أن يصبح يوسف عزيز مصر.!
أن تنتبه أيها المؤمن، إلى أن تسيير الكون شيءٌ فوق مستوى إدراكك .. فلا تشغل نفسك به ودعه لخالقه يسيِّره كما يشاء .. وفق عِلمه وحِكمته
أحداثاً تُصيبُ بالإحباط ولم تفهم الحكمة منها فلا تيأس ولا تتذمَّر .. بل ثِق في تدبير الله، فهو مالك هذا المُلك وهو خير مُدبِّر للأمور ..
- أن الإنسان لا يجب أن يفرح بشىء قد يكون ظاهره رحمة لكنه يحمل في طياته العذاب أوالعكس.
في هذه السورة، لا تجد ملامح يوسف النبي، بل تجدها في سورة "غافر".
فقد جاءت ملامح يوسف الإنسان .. الذي واجه حياة شديدة الصعوبة منذ طفولته ولكنه نجح.
إن يوسف لم يأتِ بمعجزات .. بل كان إنساناً عاديَّاً ولكنه اتَّقى الله فنجح.!
لكل شاب مُسلم مُبتَلى أو عاطل ويبحث عن عمل.
وهي أمل لكل مَن يريد أن ينجح رغم واقعه المرير.
وهي أكثر السور التي تحدَّثت عن اليأس
*فلمَّا استَيأسوا منهُ خَلَصوانَجِيَّا (٨٠).
*ولا تيأسوا مِن رَوحِ الله .. إنَّهُ لا ييأسُ مِن رَوحِ الله إلا القومُ الكافِرون (٨٧).
*حتى إذا استيأس الرسلُ وظَنُّوا أنَّهُم قد كُذِبوا جاءَهُم نَصرُنا (١١٠).
وكأنها تقول لك أيُّها المؤمن
- •إن اللهَ قادر .
- • فلِمَ اليأس؟
إن يوسف رغم كل ظروفه الصعبة، لم ييأس ولم يفقد الأمل . . فهي قصة نجاح في الدنيا والآخرة:
حين استطاع بفضل الله ثم بحكمته في التعامل مع الملِك، أن يُصبح عزيز مصر ..
حين تصدَّى لامرأة العزيز ورفض الفاحشة ونجح ..
لقد نزلت هذه السورة في عام الحزن على رسول الله صلى الله عليه و سلم في أشد أوقات الضيق وهو على وشك الهجرة وفراق مكة ..
هذه السورة كما قال العلماء
ما قرأها محزون ٌإلا سُرِّي عنه.
فأحوج القافلة في الصحراء للماء .. ليخرجه من البئر!
ثم أحوج عزيز مصر للأولاد .. ليتبناه!
ثم أحوج الملك لتفسير الرؤيا..ليخرجه من السجن.
ثم أحوج مصر كلها للطعام .. ليصبح عزيز مصر.
هيأ لك كل أسباب السعادة وأنت لاتشعر.. فقط قل بصدق{وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ} .
فقط فوّض أمرك لله!
إرسال تعليق
Click to see the code!
To insert emoticon you must added at least one space before the code.