Latest News

0

من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه.....

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: (من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله) رواه البخاري.

نور من أنوار النبوة يوضح لنا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تبادل المنافع بين البشر ظاهرة اجتماعية لا يمكن بحال من الأحوال أن يستغنى عنها مجتمع وذلك لتعدد الحاجات وتنوعها وعدم قدرة الإنسان على الاستقلال بكل حاجاته.

فالفرد بل الجماعة في أَمَسِ الحاجة إلى هذا التبادل لتحقيق المصالح المادية والمعنوية وهو يأخذ صوراً متعددة منها البيع والشراء والإيجار و… و… ومنها الدَيْن، وقد جاء الإسلام والدَيْن ماضياً بين الناس فرضي به وأقره وقام بتنظيمه على الوجه الأتي:-

أولاً: توثيقه بالكتابة صغيراً كان أو كبيراً، والإشهاد عليه وما هو واجب الكاتب ومن أملى عليه والشاهد… ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ وَلاَ يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً فَإن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى وَلاَ يَأْبَ الشُّهَدَاء إِذَا مَا دُعُواْ وَلاَ تَسْأَمُوْاْ أَن تَكْتُبُوْهُ صَغِيراً أَو كَبِيراً إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللّهِ وَأَقْومُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلاَّ تَرْتَابُواْ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلاَّ تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوْاْ إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلاَ يُضَآرَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ وَإِن تَفْعَلُواْ فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ البقرة282.

ثانياً: إذا حال حائل دون الكتابة قدم المدين رهناً يقبضه الدائن ضماناً لأدائه ﴿وَإِن كُنتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُواْ كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَّقْبُوضَةٌ﴾ البقرة283.

ثالثاً: فإن وثق الدائن بالمدين ولم تكن هناك كتابة ولا رهن واعتمد على الثقة والأمانة ﴿فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُم بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ﴾ البقرة282.

تنظيم بديع… وتنسيق رائع، ومدار الأعمال في الإسلام على النية (إنما الأعمال بالنيات… ).

والحديث صريح في أن المرء إذا اقترض من غيره مالاً عازماً على القيام بسداده فأن الله يعينه وييسر له، فعن عائشة رضي الله عنها "ما من عبد كانت له نية في وفاء دينه إلا كان له من اله عون"؛ وظاهر الحديث يعطي أنه لا تبعة في الآخرة على من مات قبل الوفاء بغير تقصير منه فاللَّه يتكفل عنه ويرضي صاحبه لحسن نيته وعزمه على الوفاء، فالجزاء من جنس العمل.

والعكس بالعكس من أخذ أموال الناس يريد إتلافها أتلفه الله سبحانه ويقع ذلك في الدنيا، إما في معاشه أو في نفسه أو بدنه، وإما أن يؤخر له في الآخرة ولعذاب الآخرة أشد وأبقى.

اللهم اقضي الدين عن المدينين يا ربّ العالمين.

  بقلم تراجي طاهر

إرسال تعليق

Emoticon
:) :)) ;(( :-) =)) ;( ;-( :d :-d @-) :p :o :>) (o) [-( :-? (p) :-s (m) 8-) :-t :-b b-( :-# =p~ $-) (b) (f) x-) (k) (h) (c) cheer
Click to see the code!
To insert emoticon you must added at least one space before the code.

 
Top